إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
166501 مشاهدة print word pdf
line-top
بعض الوصايا الخاصة بالحاج

فنوصيكم بوصايا. الوصية الأولى: الإخلاص. إخلاص الدين لله بأن تكون أعمالكم كلها خالصة لوجه الله لا يراد بها عرض من أعراض الدنيا، ولا يراد بها مصلحة ولا شهرة ولا رياء ولا سمعة ولا تَمَدُّح وإنما يَقْصِد المسلم بهذه الأسفار وبهذه المناسك رِضَى ربه سبحانه ووجهه الكريم، ويقصد بذلك أن يغفر الله له، وأن يجعله من أهل دار كرامته ليتحقق ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه أي رجع وقد محيت عنه سيئاته كأنه اليوم الذي خرج إلى الدنيا من بطن أمه ليس عليه ولا سيئة.
وهذه نعمة عظيمة ولكنها لا تحصل إلا بإخلاص العمل. أن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى كما قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال الله تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ فهذه الوصية إذا أخلص بها العبد لله قبل الله عمله، وضاعف له أجره، وغفر له ذنبه، ورجع مغفورة سيئاته.

line-bottom